الويب 3.0 في طريقه لتغيير ملامح الأنترنت ، هل أنت مستعدّ؟

أواخر 2021 وبداية 2022 كثر الحديث عن الويب 3, وتم تقديمه على أنه الثورة التكنولوجية الجديدة في عالم الانترنيت. فما المقصود بهذا الجيل الثالث للويب ؟ في هذا المقال سنحاول شرح خصائصه، لمعرفة كيفية استخدام إحدى الخصائص من أجل الربح  !

ما هو الويب 3 ؟

الويب 3 (أو الويب 3.0) هو الإصدار الجديد من الإنترنت بعد الويب 1.0 و الويب 2.0 ، هذه الصيغة الثالثة تتميز بكون العمليات و الخدمات ستعمل عبر تقنية البلوكشين (البلوكشين هو النظام المعتمد في معاملات العملات المشفرة)، سيكون إذن عبارة عن إنترنت لامركزي. مع الويب 3.0 سيكون الإنترنت ديمقراطياً وبدون حاجة لطلبات السماح بالدخول. سيكون  ربط البيانات بطريقة لامركزية، على عكس ما هو عليه الأمر حاليا، حيث يتم تخزين البيانات على الأغلب في خوادم مركزية يتحكم في أغلبها قلة قليلة من الشركات سميت ب Gafam : (Google و Apple و Facebook (الآن Meta) و Amazon و Microsoft), والتي تتعرض باستمرار لانتقادات شديدة لتحكمها في المجال الرقمي، الخصوصية، وفرض  الرقابة على المنشورات.

من الويب 1.0 إلى الويب 3.0 ؟

  1. أولاً ، يجب أن نبدأ بـالويب1.0 :

الفترة : من ببداية التسعينات إلى 2004,

الخصائص : التصفح و فقط .

 يمكن للناس تصفح و قراءة الأشياء على الإنترنت فقط..

 فقط عدد قليل من الناس لديهم المهارات التقنية لنشر المحتوى.

 كان الناس يتصفحون الإنترنت باستخدام متصفحات مختلفة (ياهو ، وإنترنت إكسبلورر). و كان الانترنيت لا مركزي، تصميم الويب رديء، ويستغرق وقت طويل للتنزيل.

  1. بعد ذلك ، نحتاج إلى فهم  بـالويب 2.0 :

الفترة : من  2005 إلى اليوم,

الخصائص : التصفح و نشر المحتوى.

دخول منصات جديدة على الخط : YouTube , Meta (Facebook), Twitter, TikTok, Amazon, Spotify, … و قامت بتبسيط طريقة وصولنا إلى المحتوى وقراءته وإنتاجه.

الويب التشاركي والاجتماعي :

تتيح وسائل التواصل الإجتماعي حق الوصول إلى محتوى غير محدود ومن السهل جدًا إنشاء بعض المحتوى بنفسك،  الآن يمكنك قراءة وإنشاء المحتوى بنفسك، بدون الحاجة إلى مهارات تقنية لإنشاءه  ونشره.

+ الويب المركزي :

 أنت لست مالك المحتوى الذي تنتجه أو بياناتك على هاته المنصات. و إذا قررت أي منصة حظرك من نظامها الأساسي، فلا يوجد ما يمكنك فعله حيال ذلك. وستفقد كل شيء قمت بإنشائه. المحتوى الخاص بك ينتمي إلى المنصة وليس لك، هي المالكة للقيمة التي تنشئها وقد تقوم بأعمال تجارية منها. (دعنا نتذكر لما قامت فيسبوك و تويتر بحظر حسابات دونالد ترامب، بعد أن كان في الأمس رئيس أقوى دولة في العالم) .

  1. والآن  الويب 3.0 :

الفترة :  ثورة الإنترنت القادمة 2022

الخصائص : التصفح، نشر و امتلاك المحتوى.

  + الويب اللامركزي :

  مفهوم جديد للويب، حيث يمكنك قراءة المحتوى الخاص بك وإنشاءه وإنتاجه ولكن أيضًا امتلاكه (ملكية المحتوى والبيانات الخاصة بك) باستخدام تقنية البلوكشين (الأمر لا يتعلق فقط بالعملات المشفرة و الرّموز غير القابلة للاستبدال NFTs و ميتافيرس وما إلى ذلك، بل يتعلق الأمر بالإنترنت بالكامل).

  أصبح كل صانع محتوى هو الآن مالك المحتوى الخاص به ويمكنه بيعه دون أي وسطاء.

لماذا يشكل الويب 3 ثورة في عالم الإنترنت؟

ستمكن الطبيعة اللامركزية لـلويب 3 المستخدمين من التحكم بالإنترنت أنفسهم، وسيكونون قادرين على التحكم في المحتوى الذي ينشئونه والتفاعل معه ومشاركته بالكامل، مع عدم تخزين البيانات في خوادم مركزية تديرها وتشغلها  واحدة أو عدة شركات. والتي تتيح لنفسها الإحتفاظ و إستغلال قواعد بيانات مليارات المستخدمين.

سيتمكن الأفراد من التحكم في بياناتهم الخاصة، مع حرية التنقل ما بين وسائل التواصل الإجتماعي وحساب البريد الإلكتروني والتسوق باستخدام سجل (حساب) عام على البلوكشين لهذه النشاطات. وستكون خوارزميات الويب 3 قادرة على تحليل و فهم مجموعات من الصور والفيديو والنصوص والصوت لتنظيم المعلومات وتجارب الويب لمستخدمين محددين، وكل هذا تم تسهيله من خلال تقنية البلوكشين، التي تتيح خصوصية المستخدم.

لماذا يجب معرفة تداعيات الويب 3 الآن ؟

قبل التطرق لتداعيات التحول لنظام الويب 3 على الصعيد العالمي .. دعني أذكرك بأهمية معرفة كل هذا الآن !

لنعد بالزمن قليلا إلى الوراء، ماقبل إعتماد الويب 2، الأشخاص الذين يعرفون الوظائف الجديدة آنذاك استفادوا من ذلك عبر صناعة المحتوى و إنشاء مواقعهم حساباتهم على الشبكات الاجتماعية. لديك بالتأكيد أمثلة لأشخاص في ذهنك، و 80٪ من الحسابات التي تتابعها اليوم أصحابها من أولئك الذين استفادوا من موجة الويب 2.

الآن بالنسبة للنتائج التي ستترتب عن تطبيق الويب 3.0، سيكون الثأثير على ثلاث مستويات : 

  •   المللكية و التحكم في بياناتك الشخصية :

في الويب 3، بدلاً من وجود البيانات في قواعد بيانات مركزية للمنصات الكبرى، ستبقى البيانات على تقنية البلوكشين التي لا تتحكم فيها مؤسسة معينة. تصبح بيانات الشخص التي تتم مشاركتها من اختياره، كما يمكنه اختيار المُعلن الذي يرغب بمشاركة البيانات معه.

يمكن للمستخدمين امتلاك الوقت، المحتوى، والبيانات وعرضها للبيع أو تعويضهم عنها بالشكل المناسب لتححقيق الربح.

  • التأثير على الشركات/المنصات الكبرى :

سوف يجبر الويب 3 شركات التكنولوجيا الكبرى على إعادة التفكير في نماذج أعمالها وطرق تحقيقها للأرباح. هنالك العديد من الشركات التي بدأت بتجربة هذا الأمر بالفعل على سبيل المثال شركة ميطا التي طرحت ميتافرس لكونها على دراية أن الويب 3 سيقوم على تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي و الواقع الافتراضي.

من المتوقع إذن ظهور منصات جديدة إلى العلن مع مفاهيم و آفاق جديدة، وكذلك خدمات مستجدة !

  • بيئة تنظيمية جديدة :

يتطلب تنظيم الويب 3 تفكيراً تنظيمياً جديداً. فقد تسعى بعض الحكومات و الشركات الكبرى إلى الإستيلاء على هذه التكنولوجيا الجديدة وفرض العديد من القيود عليها.

ستكون إذن فرصة سانحة لتحقيق الأرباح مع كل التقنيات التي ستظهر مع الويب 3،  كما كان الحال مع تقنيات البلوكشين (العملات الرقمية مثل البيتكوين.الرّموز غير القابلة للاستبدال NFTs، …)

One thought on “الويب 3.0 في طريقه لتغيير ملامح الأنترنت ، هل أنت مستعدّ؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *